هل تطبيق المراسلة الذي تستخدمه هو الأفضل والأكثر أماناً؟



باتت تطبيقات المراسلة الفوريّة (الماسنجرات) وسيلتنا الأساسيّة للقيام باتّصالاتنا ولتواصلنا مع بعضنا البعض، وهي تنتشر بشكل كبير فقد تجاوز عدد مستخدميها المليار (البليون)، حيث وصل عدد مستخدمي الواتساب لوحده إلى 8 مليار في سنة 2016 من جميع أنحاء العالم. 
مع أنّه يتربّع الواتس اب على عرش الماسنجرات ولكن تلقى التطبيقات الأخرى المعروفة كالفايبر وسكايب انتشاراً كبيراً. ولكن هل كون التطبيق معروفاً وواسع الانتشار يعني أنّه الأفضل؟

طبعاً لا، فهنالك تطبيقات أُخرى ليست معروفةً ولا تنتشر بشكلٍ كبير ولكنّها أفضل بكثير من جهة المميّزات والخصائص وهي أكثر أماناً وتحافظ على خصوصيّة المستخدم على عكس الكثير من الماسنجرات المعروفة والواسعة الانتشار.  

سنتكلّم فيما يلي عن تطبيقات المراسلة الفوريّة،  بعضها معروفٌ وواسع الانتشار وبعضها الآخر ليس معروفاً ولا يلقى انتشاراً كبيراً، وسنقدّم أهمّ ميزاتها وخصائصها ونوضّح أيها آمن ويحافظ على خصوصيّة المستخدم وأيّها لا، لكي يختار المستخدم التطبيق الذي يناسبه.

سنقدّم نبذةً عن التطبيقات الثلاثة التالية ولن ننكلّم عن ميزاتها وخصائصها، وذلك لأنّها مشهورة ومعروفة للجميع، ولكن سنقدّم نبذة عنها ونتكلّم عن حفاظها على خصوصيّة المستخدم وأمان معلوماته.

  • سكايب (Skype): التطبيق هو من أقدم تطبيقات المراسلة الفوريّة، حيث تمّ إطلاقه سنة 2003 مع أنّه كان خاصّاً بالحواسيب الشخصيّة، حيث لم تكن الهواتف الذكيّة قد أُطْلقت بعد، واشتهر التطبيق بمكالمات الفيديو (Video calls) المجّانيّة التي سمح لمستخدميه القيام بها.
  • واتس اب (Whatsapp): يتربّع التطبيق على عرش تطبيقات المراسلة الفوريّة ووصل عدد مستخدميه إلى المليار مستخدم في سنة 2016، أمّا السبب وراء انتشاره فكانت الرسائل النصيّة (Text messages) المجّانيّة التي سمح لمستخدميه أن يقوموا بإرسالها، وهي كانت البديل المجّاني للرسائل النصيّة (SMS).
  • فايبر (Viber): تمّ إطلاق التطبيق سنة 2010، منافساً لسكايب، ومع أنّه تمّ إطلاقها من قبل شركة فايبر ميديا الإسرائيليّة لكن قامت شركة راكيوتن بشرائها سنة 2014. ويشتهر التطبيق بالملصقات التي يسمح لمستخدميه بإرسالها بالإضافة إلى المكالمات الصوتيّة المجّانيّة التي سمح لمستخدميه القيام بها.
مع أنّه قامت هذه التطبيقات الثلاثة باستخدام التشفير لكن انتشرت أخبار وأحاديث عن تعرّض المستخدمين للاختراقات من قبل التطبيق أو من قبل القراصنة الرقميّون. يدّعي الواتساب وفايبر استخدامهما للتشفير النهائي الذي سنتحدّث عنه لاحقاً ويدّعي سكايب لاستخدامه نظام تشفير الند-للند
ولكن لا يوجد دليل فعلي لقيامهم بذلك، أي لا يعني كونها واسعة الانتشار بأنّها آمنة.

يُعْتَبَر التطبيقان التاليان آمن تطبيقَي مراسلة فوريّة في العالم حيث أنّهما سيستخدمان نظام التشفير النهائي (End-To-End Encryption)، وقبل أن نتحدّث عنهما فلنوضّح ما هو نظام التشفير النهائي؟

يمنع نظام التشفير النهائي أي جهة ثالثة غير الطرفين المتواصلين من الوصول إلى الرسائل والاتّصالات التي يتشاركانها والاطّلاع عليها.

حيث أنّه يقوم بتشفير هذه الرسائل والاتّصالات عندما يتمّ إرسالها من هاتف لآخر أو من هاتف المُرْسِل إلى خادم (Server:سيرفر) التطبيق ومن الخادم إلى هاتف المستخدم المُرْسَل إليه، فلا يستطيع أحد الوصول لمضمون الرسائل والاتّصالات أكان مزوّد خدمة الإنترنت أو شركة الاتّصالات أو القراصنة الرقميّون (Hackers) أو حتّى التطبيق نفسه.      

  • بينجل (Pinngle): تمّ إطلاق التطبيق سنة 2016، وهو يقدّم لمستخدميه جميع الميزات والخصائص التي تقدّمها التطبيقات السابقة له آنفة الذكر، بل يتميّز التطبيق بأشياء لا نجدها في التطبيقات الأخرى، فعلى سبيل المثال في التطبيق ما يُعْرَف بـ"القنوات العامّة" حيث يمكن لأي مستخدم أن يطلق قناته الخاصّة ليتناول الموضوع الذي يودّه.
ويمكن لمستخدمي التطبيق القيام بالمكالمات الرخيصة مع أيّة أرقام هواتف، حتّى تلك التي  لا تستخدمه عبر الاتّصالات الخارجيّة (Pinngle Outcalls)، والتطبيق يعمل في كلّ مكان ومع أبطأ خدمة إنترنت ولا يتمّ حجبه. أمّا بالنسبة للخصوصيّة فبالإضافة إلى قيام التطبيق باستخدام نظام التشفير النهائي لا يقوم التطبيق بحفظ أيّاً من الرسائل ولايقوم بتسجيل أيّاً من الاتّصالات، فهو يقوم بالحفاظ على خصوصيّة المستخدم.

  • سيجنال (Signal): يُعْتَبَر التطبيق آمن تطبيقات المراسلة فهو من منتجات شركة (Open Whisper Systems) صاحبة نظام التشفير النهائي ولكن لا نجد في التطبيق الأدوات والخصائص التي نجدها في إغلب التطبيقات الأخرى التي نتكلّم عنها في هذه المقالة، فالتطبيق يركّز على الخصوصية والأمان بشكلٍ أساسي.  
  • كاكاو (Kakao): كاكاو توك هو الماسنجر المهيمن في كوريا الجنوبيّة حيث يستخدمه 93% من مستخدمي الهواتف الذكيّة هناك. يصل عدد مستخدميه إلى 220 مليون مستخدم وهو يتوفّر بخمسة عشر لغة من ضمنها العربيّة.
بالإضافة إلى كوريا الجنوبيّة ينتشر التطبيق في 130 دولة مختلفة، وعلى سبيل المثال قام اليابانيون باستخدام التطبيق في سنة 2011 للتحقّق من صحّة أقربائهم بعد زلزال توهوكو المشهور.

  • لاين (Line): كانت بداية التطبيق سنة 2011 كَرَد فعل لزلزال توهوكو آنف الذكر، حيث كانت البنية التحتيّة لشركات الاتّصالات في اليابان قد تدمّرت بالكامل ما اضطّر عمّال شركة "NHN للاتّصالات" أن يجدوا طريقة للتواصل مع بعضهم البعض عبر الانترنت فقاموا بإطلاق التطبيق وأتاحوا استخدامه للعوام بعد أشهر.

  • تانجو (Tango): تمّ إطلاق التطبيق سنة 2009 في الولايات المتّحدة ووصل عدد مستخدميه إلى 200 مليون مستخدم، وهو كان في سنة 2014 الــ12 تطبيق أكثر تنزيلاً على أجهزة الأندرويد حيث تركيزه الأساسي هي هذه الأجهزة.
و كان السبب وراء نجاحه الكبير "مكالمات الفيديو" (Video Calls) التي يمكن لمستخدميه القيام بها، حيث يمكن لمستخدمي التطبيق إرسال الملصقات (Stickers) والصور لبعضهم البعض وإضافة فلتر (Filter) ولعب الألعاب وهم في مكالمة الفيديو.

كان الهدف الأساسي للتطبيق هو أن ينتشر بين المراهقين لذلك هو من أسهل التطبيقات من جهة الاستخدام.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-